تأسيس المدرسة المباركية أعضاء هيئة التدريس والمناهج والمفردات يروي محمد رشيد رضا “صاحب المنار” في عددها الصادر 19 مارس 1912 تحت عنوان “مدرسة علمية في الكويت” المجلد 15 جزء 2 مارس 1912 ص 327-328. بان صديقه الشيخ قاسم بن إبراهيم كتب إليه من بومباي بأن لجنه المدرسة قد كلفته بأن يضع البرنامج التعلمي للمدرسه فقام بالاتصال لتحقيق ذلك وان يختار لها مجموعه من المدرسين الاكفاء. وكان رد محمد رشيد رضا على شكل استفسارات لموعد افتتاح المدرسة وعدد الطلبة المتوقع انضمامهم لها ومستوى ثقافتهم وامور اخرى يتوقف عليها تنفيذ الطلب. وقد تم ذلك في مرحلة تاليه وارسل ما طلب منه لتطبيقه . والى الشيخ جاسم يرجع الفضل في كل ذلك ليتم الافتتاح في اول يوم من السنه الهجرية عام 1330 المصادف 22 ديسمبر 1911.
أما يوسف بن عيسى القناعي فيروي قصة المدرسة المباركية بالتفاصيل فيقول تحت عنوان “السبب في بناء المدرسة المباركية صـ ٤٥”
“فتحت المدرسة للتدريس في أول المحرم ١٣٣٠هـ وعينت ناظر لها والمدير السيد عمر عاصم وسارت المدرسة سيراً حسناً نحو ثلاث سنوات ثم عزلني مبارك الصباح منها وحجته امام الأعضاء أن محلي مأوى للأجانب وهو لا يأمن مني … وأما الحقيقة فإنه طلب مني أن يكون الأخ حسين كاتباً عنده فإلتمست منه العفو عن ذلك. فعفى وفي خاطره شئ عن آبائي، ثم أمر إبنه سالماً أن يأخذ حسيناً معه في غزو العجمان لما حاصروا الإحساء. فرجوت من سالم أن يقنع والده بتركه فلم يقصر وسعى بكل جهده حتى أقنعه.
ولما خرج سالم في غزوته لمساعدة عبد العزيز آل سعود أمر (يقصد مبارك) أعضاء المدرسة لعزلي فجاء المرحوم حمد الخالد ليلاً مشفقاً عليّ وقال لي: أرجوك أن تذهب بكره إلى مبارك الصباح أنت وأخوك حسين وتطلب منه العفو والسماح وتقول له: ها أنا وأخي تحت أمرك للخدمة وتكتب أيضاً لاعضاء المعارف الإستقالة كأنها منك لا بأمر مبارك فأجبته لو أعلم أني أخطأت على أدنى أحد لذهب التمس العفو منه والصفح ولكني لم أذنب فكيف أطلب عفواً بلا ذنب صدر مني. أما الكتابه للأعضاء بأن الإستقالة صدرت مني فاعدها كذباً، ولا أفتري على الله بل أقول: مبارك عزلني بصراحة. ثم أخذ يقول: “الله يهديك … الله يهديك”.
(تاريخ الكويت صـ٣١٣ طبعة – دار قرطاس)
“لم يكن لمبارك ميل للعلم ولا رغبة في المعارف ولم ينشط لها في أيامه يوماً ما، فكانت الكويت في عهده محرومه من النور، محرومه من أسباب الإرتقاء والفكر ومن وسائل التهذيب العقلي لا معاهد علمية فيها ولا مجتمعات أدبية وهذا وايم الحق مما يسىء إلى مصلح غيور “(تاريخ الكويت صـ ٣١٤ – طبعة دار قرطاس)”.
أما المدرسة المباركية التي تقدم الكلام عنها وسميت بإسمه فليس له في تشييدها يد ولا في نفقتها درهم. ويلوح لنا مما نعرفه عنه أنه لو استشير بأمرها قبل أن تشرئب إليها الأعناق وقبل أن يذاع خبرها في مجالس الكويت وأنديتها لكان أكبر المعارضين لها ومن أشد الناس حرصاً على إقامة العراقيل في طريقها.
تعليقات الزوار