مسجد بن ابراهيم
أقدم مساجد الكويت إطلاقاً، وكان في الأصل مسجداً صغيراً قرب ساحل البحر ملحقاً بـ “كوت بن عريعر” قرب مرتفع بهيته نواة مدينة الكويت القديمة لاحقاً وهو حيها الأوسط. وحينما إستقرت العوائل المؤسسة وإبتنت مساكنها على جانبي الكوت قبلةً وشرقاً فكان إختيار الجد الأكبر للعائلة الشيخ محمد بن إبراهيم موقعاً محاذياً للمسجد من جهة الشرق. فأعاد بناءه وتوسعته حتى أصبح أكبر المساجد في الكويت إلى أن وصلت إمامته لأفراد من أسرة البحر، وكانت العادة في الكويت آنذاك أن يطلق إسم المسجد على من يؤمه وهو أمر متعارف عليه حتى أن نصف مساجد الكويت تحمل أسماء من يأمها عوضاً عن إسم من بناها الذي يبتغي الثواب وليس الشهرة كمسجد بن خميس الذي أسسه محمد الجلاهمة ومسجد صادق الذي بناه عبد الله العبد الاله القناعي ومسجد الشرهان الذي شيده عبد الله المرزوق ومسجد سعيد بانيه عباس الهارون ومسجد سرحان أنشئه ياسين القناعي ومسجد الفارس عمّره عريمان العازمي وهناك الكثير غيرهم.
وقد ذكر عبد الرحمن السويدي الذي قدم من بغداد عن طريق البصرة ثم الزبير عام 1778م هرباً من إنتشار مرض الطاعون. ووصفه بأنه : ” مسجد فسيح يساوي في سعته وعمرانه مسجد القمرية في بغداد وهو ثاني أكبر مساجد فيها “. ولا يمكن أن يشيد مثل هذا المبنى إلا المتمكن مالياً وهو ماعرف عن الأسرة قبل هبوطها الكويت. ولم يقف الحال عند هذا المسجد فقد جدد ورمم شخصيات من الأسرة منها مسجد العدساني الذي قام بتلك المهمة الشيخ محمد بن ابراهيم ابان حكم الشيخ صباح الأول ومسجد سرحان الذي جدده الشيخ عيسى بن محمد بن ابراهيم ١٨٣٤.
وما كتب غير ذلك هي سقطة مجتهد وزحفة قلم ، مثل ما نسبه حمد السعيدان خطأ عن تسمية “فريج بن ابراهيم” إلى إبراهيم بن بدر نقلا لما ذكره له محمد يوسف البدر على الرغم من عدم وجود من يحمل إسم بدر من آل إبراهيم ولم أرى في شجرة آل بدر من يحمل اسم إبراهيم. وبالإضافة فإن التسمية هى قبل هجرة التاجر المعروف يوسف البدر من نجد واستقراره في الكويت كما جاء في كتاب “بيت البدر” بفترة ليست بالقصيرة.
لذا إقتضى التنويه تحاشياً من تأصيل الأخطاء.
تعليقات الزوار