هجمة الاستعمار الإيطالي على ليبيا وصداها في الخليج استجابة جاسم الإبراهيم لدعوة أحمد الشريف السنوسي دور شكيب أرسلان في حركات التحرر العربية الصدر الأعظم: السنوسي يقرأ خمس القرآن في صلاة التراويح رسائل السنوسي إلى الإبراهيم بلاغة في التعبير وامتنان للردف الشيخ جاسم الإبراهيم أول خليجي يزور سويسرا عام 1926 آل الصباح وآل ثاني وتجار الخليج هبوا للمساعدة في تحرير ليبيا أرسلان للبوليس السويسري: لست ممثلاً للملكة لكن مهمتي وطنية يسارع المشهد السياسي العربي عموما ــ في أيامنا الحاضرة ــ خطاه بإيقاعات مشحونة بمتغيرات منكفئة لإصلاح الداخل، في حركة مغايرة لما كانت عليه في مقتبل القرن الماضي، حينما كان التوجه العام منصبا على التحرر والاستقلال من الهيمنة الخارجية. لنأخذ الوضع الليبي حاليا مثلا لما نريد عرضه من منطلق تاريخي عاكس للتفاعل الشعبي لا يختلف في جوهره عن الاسناد والمشاركة في الهم، وان اختلف الظرف والزمن، لكن الهاجس لا يزال نفسه في درجة الحماسة والتأثر. فالكويت في وجهها العربي لم تتوان قط في تقديم ما يمكن خلال مواقف شخصيات عبر تاريخها، فاثرت في مجال اتصالها ما يتعدى حدودها مهما بعدت المسافات وتباينت الاقطار طولا وعرضا لكل لا يتجزأ. وتفاعلت معه مبدأً وارتباطاً وردفاً وبسرعة وبلا تردد بامكاناتها المتاحة، وكلما دعت الضرورة؛ غير منتظرة نتائج ما تجنيه نظير ذلك فائدة او مردودا، بل كانت تسعى بايثار نحو نداء الواجب والانسان. وهذا ما نريد ابرازه في فتح ما استغلق ممن لم يلم بما مضى ليصبح ذلك عملا موثقا واضحا وجليا. فتاريخ هذا الوطن، لم تُروَ كل مآثره بعد، وما فيها من مظاهر هي شهود على مجد، فعسى ان تعرض الاقلام فتهدي للانام دروسا، ومن يعرف كثيرا يغفر كثيرا. خلال الفترة 1882 ــ 1896 تزايدت النشاطات التبشيرية الايطالية في ولاية طرابلس (وهو ما كان يطلق على ليبيا) وتضمنتها بعثات تجارية مهمتها التجسس على الاوضاع الاقتصادية والزراعية عبر افتتاح فروع لشركات وبنوك، وتسيير خطوط ملاحية لتربطها بايطاليا الام، وكانت طرابلس الغرب جزءا من الامبراطورية العثمانية، التي ادركت على الرغم من وهنها خطورة ذلك التغلغل فعيّنت احدى الشخصيات العسكرية التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ منطقتنا، حينما كان القائد الاعلى للفيلق السادس ومركز قيادته في بغداد هو المشير رجب باشا، ليتولى ولاية طرابلس 1904 ــ 1908، ليحد من ذلك التغلغل فكان ذلك اول صدام مع ايطاليا. حتى تولى الاتحادين وخلع السلطان عبدالحميد عام 1908، وقبيل ذلك كان ظهور السيد احمد الشريف السنوسي متزعما الحركة السنوسية عام 1902 خلفا لعمه السيد محمد المهدي ووصيا على ابنه ادريس الذي كان له من العمر – حينذاك – ثلاثة عشر عاما. فكان هاجسه الاول مجابهة الغزو الايطالي بتحويل زوايا (مقرات نشر الدعوة السنوسية) في كل انحاء الولاية الى معسكرات للتجنيد والمقاومة واعداد المقاتلين من الاتباع والمتطوعين، بتعاون مع مجموعات من الضباط الاتراك، مثل مصطفى كمال، وضباط عرب كانوا يخدمون في الجيوش العثمانية، منهم: عزيز المصري، صالح حرب، جعفر العسكري، نوري السعيد وعبدالرحمن عزام وآخرون، والذين قد ابلغوا السيد احمد الشريف برغبة العثمانيين في منح البلاد حق تقرير المصير حينما تراجعت امكاناتهم تحت ضغط تدهور الاوضاع بعد عزل السلطان عبدالحميد من السلطة وتولي الاتحاديين دفّة الحكم بزعامة انور باشا. لكن الهزائم التي حلت بالدولة العثمانية في البلقان جعلتها تكرس ما بقي من جند وجهد لحماية البقية الباقية من امبراطورية غابت الشمس عن امجادها. فاتجهت النية الى المهادنة مع ايطاليا والتنازل لها، بل التغاضي عنها حول مشروعها للاستحواذ على الامور في ليبيا. جابه السيد احمد الشريف الامر بقوات وطنية بلغ تعدادها ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل بالانتقال الى الحدود الشرقية مع مصر، ونجح في تحويل تلك القوات الى جيش نظامي مؤهل لخوض حرب طويلة ضد ايطاليا. ونسقت قيادات طرابلس وفزان وبرقة نشاطاتها للتعامل عسكريا وبنجاح عند اندلاع الحرب العالمية الاولى (1914 – 1918) وانضمام العثمانيين الى جانب ألمانيا بمساندة ايطاليا امام بريطانيا وفرنسا وحلفائهما من جهة اخرى. مما جعل الاطراف المتحاربة تسعي لكسب مؤازرة السيد احمد الشريف، وكانت رغبتها الاولى تخفيف الضغط على ايطاليا وفتح جبهة قتال ضد بريطانيا في مصر، اما بريطانيا فكانت تشجع الجهود للقضاء على التوسع الايطالي في ليبيا. ونتيجة لضغوط العثمانيين باستغلال الوازع الديني والانتصارات التي حققوها مع ألمانيا في بداية الحرب، جعلت الميل اليهم هو الأكثر يحدوها ثورات المسلمين في السودان وافغانستان والهند ضد بريطانيا، فشكلت بمجموعها حافزا ظهرت بوادره، حينما هاجمت قوات السيد احمد الشريف بريطانيا في مطلع نوفمبر 1915 في السلوم قرب الحدود المصرية، ثم الانضمام الى مجموعة الضباط العرب الآنفة الذكر، كما شكلت جبهة التأم تحت لوائها سلطان دارفور في السودان ومشايخ الصعيد في اسيوط والفيوم، اضافة الى التنظيمات السياسية المدنية التي تتقدمها شخصيات وطنية – مشهود لها بالنضال السياسي نحو التحرر الشامل من امثال الامير شكيب ارسلان والشريف الحسين بن علي، واستمر القتال حتى افول عام 1917. ولكن نتيجة الحرب اتجهت صوب بريطانيا وحلفائها ولمصلحتها على جميع الجبهات. مما ادى الى انسحاب السيد احمد الشريف في باكورة اغسطس 1918 قبيل ان تضع الحرب العالمية اوزارها. ومغادرته في سبتمبر على متن غواصة ألمانية ارسلت الى «مرسى العقيلة» لنقله مع بقية قادة الجبهة الى اسطنبول عن طريق ميناء بولا – تريست النمساوي حينذاك. اما البقية من الاتباع الليبيين فقد التجأوا الى الجبل الاخضر بقيادة عمر المختار الذي استمر بنضاله ضد المحتل. وبعد هزيمة ألمانيا وحلفائها العثمانيين في نهاية عام 1918، وخضوعهم الى شروط الاستسلام التي كانت من نتائجها نشوب الحرب مع اليونان واحتلالها ازمير في مايو 1919، وعلى اثرها ابتدأ بزوغ نجم مير- لوا مصطفى كمال ثم الانتصار على اليونان، وظهور تركيا الحديثة وتوليه وزارتها ثم رئاسة جمهوريتها بعد معاهدة لوزان عام 1923، حيث ما لبث ان انقلب ميزانها الى العلمانية وخسارتها لميزتها في عموم البلاد العربية والاسلامية. على اثرها ضيق الخناق على اقامة السيد احمد الشريف في تركيا فانتقل الى دمشق، وكانت سوريا آنذاك تحت الاحتلال الفرنسي. ولم تستمر اقامته فيها طويلا حتى بدأ الايعاز له لمغادرتها وكانت نيته ان يتجه الى العراق او مصر او فلسطين او الهند ولكن الانكليز أعلموه بأنه شخص غير مرغوب فيه في اي بلد ترفرف عليه رايتهم. فقرر الالتجاء الى حمى الملك عبدالعزيز آل سعود الذي قبل استضافته. ويذكر د. محمد الصلابي في كتابه «من صفحات التاريخ الاسلامي في شمال افريقيا» الحركة السنوسية وسيرة الزعيمين محمد المهدي واحمد الشريف ج، 2 ص 125 عن تلك الفترة الحرجة: «بدأت الرحلة الى الحجاز عن طريق اراضي نجد، تأخذ وضعها للاستعداد واعدوا له ثلاث سيارات مع خبراء (ادلة) بمبلغ 270 جنيها ذهبا، ولم يكن هذا المبلغ متوافرا، فضايقته السلطات الفرنسية وهددته بإرجاعه الى تركيا. وعندما ضاق الامر واشتدت الكربة جاء فرج الله. وكان الامير شكيب ارسلان الذي ارسل للسيد احمد الشريف 400 جنيه استرليني اهداها الشيخ جاسم بن ابراهيم احد تجار اللؤلؤ بمباي (لقد جعل الله لكل شيء قدرا). فعندما جاء الخَبر خر احمد الشريف ساجداً لله تعالى يحمده ويشكره على هذا الغوث والمدد الالهي، ثم رفع رأسه ويديه الى السماء وقال: فرجت علينا، واعقبها بدعوات كثيرة لمن كان سبب وصول ذلك المبلغ في الوقت الحرج. وقد قال تعالى في محكم كتابه بسورة الطلاق: «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا». ولم ينته الأمر عند ذلك، واستمر الشيخ جاسم آل إبراهيم برفده المالي للسيد أحمد الشريف حتى وفاته في المدينة المنورة عام 1934. وهو ما جاءت به رسائل الشكر والامتنان التي أرسلها مع موجز للعمليات العسكرية قام بها المجاهدون، كما تنقلها الصحف آنذاك كتبت بخط يد لتبيان نتائج تلك المساعدات المادية، أرسل معظمها عن طريق الأمير شكيب أرسلان، كما توضحه تلك الرسائل ومنها: غرناطة 5 أغسطس 1930 جناب الأجل كريم الشيم الشيخ جاسم الإبراهيم الأفخم اعزه الله، منذ أشهر كتبت لكم حبا بالاطمئنان عن وجودكم الكريم، فلم أحظ بجواب، فعسى المانع خيرا. جاء من حضرة السيد السنوسي هذا المكتوب باسم سيادتكم، فلزم تقديمه راجيا ان يصلكم على أحسن حال، ويديمكم بالصحة والإقبال. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الداعي شكيب أرسلان وأدرج عنوانه في لوزان التي كان يقيم فيها: 26TORNUE DES TLPES LAUSANNE SWISS أما عنوان تلك الرسالة فإنه من: أوتيل كازينو قصر الحمراء في غرناطة، وكان يعد كتابه الذي نشره لاحقا بعنوان «غزوات العرب في اسبانيا وجنوب فرنسا». كانت رسالة السيد أحمد الشريف السنوسي كالآتي: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم من عبد ربه سبحانه خادم الإسلام أحمد الشريف السنوسي إلى حضرة صاحب الفضل والكمال والعزة والإقبال حبيبنا الشيخ جاسم بن إبراهيم المبجل سلمه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته على الدوام وبعد المرجو منه جل شأنه أن تكونوا حائزين لكمال الصحة والعافية، ثم ان تفضلتم بالسؤال فإننا بفضل الله على أحسن حال متمتعين بكمال الصحة بجوار بيت لله وحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واننا لا نزال داعين لكم بصالح الدعوات عند بيت الله الحرام وفي كل المقامات وعلى الله القبول انه أكرم مسؤول، كما أننا لا نزال شاكرين فضلكم وهمتكم الكريمة في وقت كانت الحاجة إليه أكيدة، وقد شرفكم الله بهذا الفضل دنيا وآخرة ان شاء الله، فهنيئا لكم بهذه المزية التي لم يشارككم فيها أحد في هذا الوقت. هذا واني أقدم لحضرتكم هذا الكتاب بواسطة حضرة المجاهد الكبير حبيبنا الأمير شكيب أرسلان، رجاءً للوصول، لأننا كنا كتبنا لكم سابقاً ثلاثة أجوبة*، لكن مع الأسف، لم نرَ لها مضمونا، فخطر ببالنا عدم وصولها إلى جنابكم، ولعل هذا يصلكم وأنتم بتمام الصحة والراحة. فنرجوكم التعريف بالوصول، حفظكم الله ورعاكم، وكان لكم وتولاكم.. آمين. في 10 صفر الخير 1349 ختم تأتيكم أخبار المجاهدين لتطلعوا عليها لتعينوهم بما تيسر لديكم، كعادتكم الحسنة ويعلّق في ذيل رسالة أخرى كان قد أرسلها في 17 محرم 1349: نعم، ايها الحبيب، من ممن الله قد تبين ما أرسلتموه للمنقطعين في سبيل الله، جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، والله يطرح البركة فيكم وفي أولادكم وأموالكم ويخلف عليكم في الدارين، وجاءت هذه الأمانة في محلها ووقت حاجتها نعم قرار. أرسلت لحضرتكم مصحفاً «بخط جميل» ومكتوبا عليه الروايات مع الشيخ محمد النور ابن الشيخ سيف، وأفاد بانه أوصله لحضرتكم، وما أتانا منكم تعريف عليه، عسى ان شاء الله انكم اتصلتم به وأنتم بحال الصحة والسلامة، والله يخلف عليكم بالخير، ومنا أتم السلام على كل من هو منكم وإليكم وعلى أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة. نعم ايها الحبيب إذا أرسلتم لنا خطاباً يكون بواسطة الشيخ عبدالله الدهلوي، هو أحسن من غيره والله الموفق. * لم تصل تلك الرسائل لمصادرتها من قبل سلطات الرقابة البريدية البريطانية. لقد وقف السيد أحمد الشريف في جهاده موقفاً تاريخياً قل نظيره بهمته وشجاعته وصبره وجلده إضافة إلى متانة إيمانه الواضحة ويقول عنها الأمير سعيد حليم الصدر الأعظم في مذكراته: «إن الأمة الإسلامية والدولة العثمانية لم تقدر هذا الرجل حق قدره، وإني أذكر صيامنا لشهر رمضان عام 1342هــ في بلدة مرسين بتركيا. فكنت أفطر في منزلي ثم أذهب إلى مكان إقامة السيد ونصلي وراءه العشاء والتراويح، وكان يجتمع المغاربة الذين في مرسين (نحو 40 شخصاً) يصلون وراءه، فكان يقرأ خمس القرآن في كل صلاة، وكنت صليت وراءه ساعتين فعجزت عن ذلك، وصرت اقتصر صلاة العشاء وكانوا هم يصلون التراويح، وبعد الصلاة نجلس إلى السحور، وكان في القراءة يتدفق كالسيل ولا يتوقف ولا يتردد ولا يتلعثم وكنت أقضي من ذلك العجب العجاب، وأقول كيف لرجل كهذا قد توسط بين الخمسين والستين من العمر، وتحمل من الهموم والأثقال ما تنوء به الجبال، وهو لايزال يتذكر كتاب الله كله ويقرأه عن ظهر قلبه كقراءته للفاتحة. لم أتذكر أنه لمدة شهر من أوله إلى آخره وفي الختمات الست التي ختمها لكتاب الله توقف عن القراءة أكثر من ثلاث أو أربع مرات، كان يقف قليلاً ليتذكر الآية، وكان وراءه شاب تونسي حافظ، فيسرع بإلقائه إياها له، فيمضي في القراءة مضاء السهم. وهذا غريب فيمن بلغ تلك السن وانطوى على ذلك الهم العظيم، من فراق الأوطان وتنوع الأشجان وجور الحدثان». كان الشيخ جاسم آل ابراهيم يرتبط بعلاقات وصداقات كثيرة مع الملوك والامراء والشيوخ ورجال الدول وكبار التجار والمثقفين والمصلحين، منهم الامير شكيب ابن الامير حمود ارسلان من امراء الدروز، ولد عام 1869ودرس في المدرسة الاميركية بالشويفات، ثم كلية الحكمة ببيروت، ثم رحل الى مصر عام 1890، وتعرف إلى المصلح الكبير الشيخ محمد عبده، وعلي يوسف صاحب جريدة المؤيد، ومحمد رشيد رضا صاحب جريدة المنار، كما كانت له علاقات ادبية مع امير الشعراء احمد شوقي، ومحمود سامي البارودي، وكان يحارب التخلف والجهل، ونشر افكاره في كتاب عنوانه: «لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟» كما الف ما يقارب 50 كتابا، ومنها «حاضر العالم الاسلامي» و«تاريخ غزوات العرب» الذي جاء ذكره آنفا، و«الحلل السندسية»، و«عروة الاتحاد بين اهل الجهاد»، وكثير من المقالات والدراسات. سافر الى اوروبا وقبلها الى الآستانة، ثم انضم الى صفوف المجاهدين المسلمين الذين كانوا يحاربون الايطاليين في ليبيا، ثم اسس جمعية هيئة الشعائر الاسلامية في المانيا، وبعدها عام 1924 اصدر جريدة «الامة العربية» باللغة الفرنسية في جنيف، وخلال تلك الفترة التقى بالشيخ جاسم آل ابراهيم فيها، بعد معرفة طويلة، حينما زاره مع الخديوي عباس حلمي، كما يثبته التقرير السري الصادر عن مديرية التحقيق العدلي والشرطة السويسرية لكانتون فاود التي تتبعه مدينة لوزان وكان يقيم فيها بتاريخ 19 يونيو 1930، وجاء فيه بشكل تحقيق شخصي مكتوب، كونه لاجئا سياسيا، امتد على ثماني صفحات، وجاء في الصفحة السابعة ما يلي: السؤال: هل تعترف أنك على علاقة مع الخديوي عباس حلمي (ملك مصر)، والشيخ جاسم الابراهيم اللذين زارا سويسرا في اغسطس 1926؟ الجواب: نعم. السؤال: هل لهذه الزيارة علاقات وهدف سياسي؟ الجواب: اعرف عباس حلمي منذ 18 عاما، حين كان نائبا لملك مصر، وكنت دائما على علاقة وطيدة معه، واذهب لزيارته من ثلاث الى اربع مرات سنويا، ولم يكن لعلاقتنا هدف سياسي، ولم يحدثني عن مشاريعه ولا نواياه المستقبلية، اما فيما يتعلق بالشيخ جاسم الابراهيم، فاني اعرفه وقد تكفل بنشر كتب طبعتها قبل الحرب، واعطاني مبلغ الف وخمسمائة جنيه استرليني كجائزة ادبية تشجيعية، وحينما زار لوزان، دعوته في بيتي كواجب احترام له، لكننا لم نتحدث اطلاقا في السياسة، وهو تاجر لؤلؤ كبير، يقيم في بومبي، وليس له علاقة بالسياسة. السؤال: بأي صفة كنت مكلفا بها حين قيامك بمهمات لمصلحة مملكة الحجاز في سويسرا؟ الجواب: كنت مكلفا بالعديد من المهمات للحجاز في سويسرا، لأني تلقيت طلبا عاجلا من الملك ابن سعود، لكني لست ممثله الرسمي والدائم، لأني لا أود قبول أي منصب رسمي، ومهمتي وطنية، وأود ان استمر بتنفيذها الى النهاية. * * * هذا ما احببت إلقاء الضوء عليه، وهو غيض من فيض اسوقه مثلا عن جيل تنخفض له الرؤوس بذكرى اعماله اجلالا وتقديرا، وهم كوكبة في قوافل المتبرعين، ومنهم الشيخ مبارك الصباح، والشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، ومقبل العبدالرحمن الذكير، وثلة من اهل المروءة والشهامة والجود، تركت للايام وعبر التاريخ مسلكا يقتدى به. واثراً لا يزول بالتقادم.
وقفة عز ومآثر وطن عندما وقفت الكويت مع ليبيا في محنتها, القبس, 24/03/2011
4993 اجمالي الزيارات 3 الزيارات اليوم
تعليقات الزوار